الباركور بين يديك بلغة الضاد
  حياة السلف
 

حياة السلف

يصف الإمام علي كرم الله وجهه المتقين بقوله : فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين ,وحزما في لين , وإيمانا في يقين , وطلبا في حلال, ونشاطا في هدى , وتحرجا في طمع , قرة عينه فيما لا يزول , وزهادته فيما لا بيقى , الخير منه مأمول , والشر منه مأمون , يعفو عمن ظلمه , ويعطي من حرمه , ويصل من قطعه , بعيد فحشه , غائب منكره , حاضر معروفه , مقبل خيره , مدبرا شره , في الزلازل وقور , وفي المكاره صبور , وفي الرخاء شكور , لا يحيف على من يبغض , ولا يأثم فيمن يحب , يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه , ولا ينابز بالألقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب , ولا يدخل في الباطل , ولا يخرج من الحق , ليس تباعده بكبر وعظمة , ولا دنوه بمكر وخدعة


قيل أن بعض الخوارج دخلوا الكوفة فانتهوا إلى أبي حنيفة -رضي الله عنه- فانتضوا سيوفهم وقالوا : يا عدو الله , ما أحد منا إلا وقتلك عنده أحب إليه من عبادة سبعين سنة , وقد جئناك بمسألتين فإن أجبت عنهما وإلا أرقنا دمك . فقال : تكلموا .فقالوا : جنازتان على باب المسجد إحداهما جنازة شارب خمر شربها فمات فيها غرقا , والأخرى جنازة زانية حبلت فشربت دواء فقتلت جنينها وماتت . فقال : فمن أي الملل كانا ؟ قالوا : ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . قال : فما يشهدان به من الكفر هو أم من الإيمان؟ . قالوا : من الإيمان .قال : أقول كما قال نوح عليه السلام في قوم كانوا أعظم جرما منهما : "وما علمي بما كاموا يعملون , إن حسابهم إلا على ربي" ...أو ما قال ابراهيم عليه السلام  : "فمن تبعتي فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم" .. أو ما قال عيسى عليه السلام : "إن تعذبهم فإنهم عبادك , وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" .. وأقول ما قال نبينا صلى الله عليه وسلم : "لا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين" . فألقى القوم أسلحتهم وقالوا : تبرأنا مما كنا عليه


قيل أن الخليفة العباسي المنصور أرسل إلى الإمام جعفر الصادق -رضي الله عنه - رسالة قال فيها لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟ . فأرسل إليه الصادق قائلا : ما عندنا من الدنيا ما نخافك عليه , ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له , ولا أنت في نعمة فنهنئك عليها , ولا في نقمة فنعزيك عليها , فلم نغشاك؟ . فأرسل إليه المنصور قائلا : اصحبنا لتنصحنا . فأجابه الصادق قائلا : من أراد الدنيا فلا ينصحك , ومن أراد الآخرة فلا يصحبك

     
كتب معاوية بن أبي سفيان إلى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يقول : اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري . فكتبت إليه تقول : من عائشة إلى معاوية سلام عليك , أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس , ومن التمس سخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس , والسلام


قال أبو مصعب : كان مالك بن أنس يطيل الركوع والسجود وإذا وقع في الصلاة كأنه خشبة يابسة لا يتحرك منه شيء , فلما أصابه ما أصابه بالعروج . قيل له لو خففت من هذا , قال وما ينبغي لأحد أن يعمل عملا لله إلا أحسنه , قال تعالى : ليبلوكم أيكم أحسن عملا


قال الفضيل بن عياض : أحب الناس إلى الناس من استغنى عن الناس , وأبغض الناس إلى الناس من احتاج إلى الناس وسألهم , وأحب الناس إلى الله عز وجل من سأله واستغنى به عن غيره , وأبغض الناس إليه تعالى من استغنى عنه وسأل غيره



قال أعرابي لأهل البصرة : من سيدكم ؟ قالوا : الحسن (البصري) . قال بما سادكم ؟ قالوا : احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم . فقال : ما أحسن هذا


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الدنيا : حلالها حساب , وحرامها عقاب , من طلبها فاتته , ومن نظر إليها أعمته , من استغنى فيها فتن , ومن افتقر فيها حزن


روي عن الحسن البصري أنه قال : ما أنصفنا إخواننا الأغنياء لأنهم يأكلون ونحن نأكل , ويشربون ونحن نشرب , ويلبسون ونحن نلبس , ولهم فضول أموالهم ينظرون إليها ونحن ننظر إليها معهم , وهم يحاسبون عليها ونحن منها براء


قال الحسن البصري : لم أر أشقى بماله من البخيل , لأنه في الدنيا مهتم بجمعه , وفي الآخرة محاسب على منعه , غير آمن في الدنيا من همه ,ولا ناج في الآخرة من إثمه , عيشه في الدنيا عيش الفقراء , وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء


روي أن أبا ذر رضي الله عنه إذا سقط سوطه من يده يكره أن يقول لأحد ناولنيه
 
  Aujourd'hui sont déjà 13 visiteurs (32 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement